==========================
حلم كثيرا أن يقابله.. ويفضفض أمامه.. ويشكو له همومه هو وباقي شباب مصر، بل ربما يعاتبه أيضا.. وأخيرا أجمع و250 من أقرانه على تنفيذ الحلم؛ فسطروا رسالتهم إليه، واستفتحوها بـ: "سيدي الرئيس، صرنا لا نملك إجابات عن عشرات الأسئلة التي تفرضها علينا أوضاع بلادنا الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ولم نعد نجني من طرحها سوى المزيد من علامات الاستفهام، لذا قررنا توجيهها مباشرة إلى سيادتكم".
وبعد هذه المقدمة وجه ما يزيد عن 250 شابا من المدونين وأعضاء مجموعة "أحوال بلدنا" على موقع "فيس بوك" الاجتماعي الشهير إلى الرئيس المصري محمد حسني مبارك 25 سؤالا، حول استشراء "الفساد"، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتعديل الدستور، وأزمة نادي القضاة، والحكم "البوليسي"، والتوريث، وغيرها.
ودعا أعضاء المجموعة مبارك للرد عليهم على غرار ما فعل رئيس الحكومة أحمد نظيف قبل أيام عندما علق على مدونة "على اسم مصر" ذات التوجه اليساري تعليقا مطولا شرح فيه أبعاد أزمة التعليم في مصر، وأبدى سعادته بحيوية الشباب المصري في التعبير الحر، وبالحوار البناء على المدونات.
وزيل نظيف تعليقه الذي نشره باسمه قائلا: "لا شك أن مثل هذا الحوار المجتمعي عبر المدونات أمر جدير بالتفاعل الإيجابي، خاصة أنه يناقش قضايا جوهرية، وينبع من شباب مبدع يتحمل هموم الوطن، وأحسب أن الآراء المطروحة في المدونات يمكن أن تفيد في توجيه السياسات العامة للدولة، وهذا ما دفعني لمتابعة الحوار الدائر بالمدونات".
يا رب يستجيب
أحمد عبد العظيم الذي نشر موضوع الأسئلة على "فيس بوك" بدأه بـ "أدعو كل مصري للقاء سيادة الرئيس والكلام معه وسؤاله، ولكن الرجاء أن يتم ذلك بكل احترام، ولا يسمح بأي تجاوزات أثناء عرض وجهات النظر المختلفة، فكلنا لا نريد سوى الخير وصالح هذا الوطن".
وفي حديث خاص لـ"إسلام أون لاين.نت" قال مصطفى منير أحد المشاركين في مجموعة "أحوال بلدنا": "آمل أن تلقى أسئلتنا ودعوتنا للرئيس مبارك الاستجابة المرجوة".
وعللت الغالبية العظمى من المدونات ومجموعات "فيس بوك" توجيههم هذه الأسئلة للرئيس مبارك مباشرة بأنه "الوحيد الذي يملك إجابة شافية عما في صدورهم".
لماذا "الفساد"؟
ثمانية أسئلة من بين الـ25 سؤالا دارت كلها حول استشراء "الفساد" وعدم وجود آليات رقابية لرصده ومواجهته، هذه الأسئلة هي:
- سيادة الرئيس، ما سبب سكوت النظام المصري على الفساد المنتشر في البلد؟
- لماذا انتشرت "الكوسة" (الوساطة) و"المحسوبية" و"الفساد"؟
- لماذا نشعر أن هناك سلطة تحمي الفاسدين وتمهد الطريق أمام مطامعهم، بينما يعاني الشرفاء والمكافحون؟
- ما تفسير سيادتكم للوسائل والطرق الخلفية التي تساهم في هروب الكبار والمسئولين من الحساب والعقوبة؟
- لماذا ينشط سوق الرشاوى والكوسة (الوساطة) والمحسوبية، بينما يعجز القانون عن حماية حقوق الشعب المظلوم المغلوب على أمره؟
- لماذا لا يوجد جهاز لرصد الفساد ومحاسبة المفسدين؟
- لماذا لا توجد جهات رقابية على مستوى عال تتمتع بسلطة قوية؟
- لماذا لا توجد إستراتيجية لخلق رقابة ذاتية داخل المواطن المصري تحول بينه وبين الرشوة والمحسوبية وغيرها؟
أين حقوق المواطن؟
هموم المصريين كانت محور 7 أسئلة مما وجهه شباب المدونات ومجموعة "أحوال بلدنا" للرئيس مبارك، هي:
- لماذا يا سيادة الرئيس أراضي مصر تُخصَص وتُوَزع مجانا على "المحاسيب"؟
- لماذا هذا البذخ الحكومي بأموالنا على المواكب ورحلات ومرتبات المسئولين، بينما الشعب يموت جوعا، والمثل يقول: "ما يحتاجه البيت يحرم على الجامع"؟
- لما تسافر سيادتك والفنانون والمشاهير للعلاج في الخارج بينما نحن "ندود" (يأكلنا الدود) في المستشفيات العامة غير الآدمية التي لا تصلح حتى للرفق بالحيوان.. أترضى لشعبك ما لا ترضاه لنفسك وأهلك؟!
- لماذا لا يجد الفقير دواء ولا رعاية صحية ولا سريرا في مستشفى عندما يغلبه المرض؟
- من وجهة نظر سيادتكم، لماذا يتجه شباب مصر للانحراف؟ ولما لا يجد وظيفة ومسكنا ليتزوج ويكمل نصف دينه؟ ولما يبقى شباب "الحسرة" لا يذوق فرحة في الحياة؟
- في رقبة من نعلق ضياع حقوق أهالي عبارة الموت "السلام 98" وضحايا الأغذية المسرطنة؟
- لمن غير وجه الله يتوجه المواطن الفقير بشكواه؟
أين ظَهْر مصر؟!
ما وصفوه بـ"ضياع" حقوق الإنسان في ظل "ثغرات" القانون و"سيطرة" وزارة الداخلية على زمام الأمور في مصر كان هدفا لثمانية أسئلة، من بينها سؤال "إلى متى تبقى مصر بلا ظهر؟!".
- لما يُضرَب من لا ظهر له على قفاه؟
- لو تسمح لنا سيادتكم، لماذا تلفق قضايا للشرفاء؟
- ولماذا يحاكم مدنيون أمام المحاكم العسكرية؟
- لماذا نشعر أننا في حكم بوليسي تسيطر فيه قوات وزارة الداخلية على مقاليد الأمور؟
- لماذا القانون المصري "معاق" ومليء بالثغرات؟
- هل مصر بكل مثقفيها وعلمائها واختصاصيها عجزت عن إخراج نظام دستوري وقانوني صحيح يضمن حقوق المواطنين والبلاد بلا ثغرات ولا متناقضات؟
- إلى متى ستظل مصر بلا ظهر ترتكن إليه؟ نعني بلا قانون ولا دستور عادل يضمن حقوق الناس، وأجهزة تنفيذية غير فاسدة تضمن تنفيذ القانون على الجميع لنشعر بالانتماء ومعنى كلمة "وطن"، أم ترى سيدي أن الحل في عودتنا للهمجية وأخذ حقوقنا بأيدينا؟ ولكننا وقتها سيطبق علينا القانون وحدنا ويقال عنا إرهابيون؟
- سيدي الرئيس، لماذا لم تتدخل لحسم الأمر بين نادي القضاة ووزير العدل؟
التوريث.. سؤال متكرر
أما آخر سؤالين فكانا حول أسلوب حكم الرئيس مبارك لمصر، وما يتردد في الأوساط السياسية والإعلامية حول عزمه توريث نجله جمال.
- سيدي الرئيس، كيف تحكم مصر وإلى أين تظن أنك تقودها؟
- سؤال أخير: ما رأيك في توريث الحكم في مصر؟ وهل ترى أنه يحقق ما يطمح إليه المصريون؟
سؤال لـ"العادلي"
لم تكن مجموعة "أحوال بلدنا" فقط التي وجهت أسئلة للرئيس مبارك على خلفية مشاركة رئيس الوزراء على إحدى المدونات؛ فقد حذت مدونة "الوعي المصري" ذات النهج ووجهت أسئلة أشبه ما تكون باستجوابات مجلس الشعب لوزير الداخلية المصري حبيب العادلي.
وطالب صاحبها وائل عباس "العادلي" بالرد على انتهاكات جهاز الأمن قائلا: "إن تعليق وزير الداخلية مطلوب للرد على كثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام، أولها: لماذا لم يكشف النقاب عن الغالبية العظمى من ضباط وأمناء الشرطة الذين يظهرون بوضوح وبملابسهم الرسمية في عدد من فيديوهات التعذيب، ولم يدن منهم سوى ثلاثة فقط؟!".
وتعد المدونات من الوسائل التي تساهم في حراك المجتمع المصري منذ منتصف 2005، وتبنت العديد من الحملات الفاعلة، ومنها قضايا التعذيب في أقسام الشرطة، وانتهاكات حقوق الإنسان في السجون، إلى جانب قضية التحرش الجنسي في خريف 2006.
ويشير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء المصري في تقرير له صدر مؤخرا إلى أن عدد المدونات المصرية بلغ 160 ألف مدونة حتى شهر أبريل الماضي، بنسبة 30.7% من المدونات العربية، و0.2% من إجمالي المدونات في العالم.