تابع الجزء التالت من قصة سيدنا موسى2- النقص من الثمرات: وهي قلة الثمار من الاشجار بسبب الجوائح والعاهات التي كانت تصبها.
3- الطوفان: وهو كثرة الأمطار التلفة للزروع والثمار، وقيل: المراد بالطوفان فيضان نهر النيل عليهم حيث فاض الماء على وجه الأرض ثم ركد فلا يقدرون أن يحرثوا أرضهم ولا يعملوا شيئًا حتى جهدوا جوعًا وأصابهم الضيق الشديد.
الجراد: وهو معروف، وقد أرسله الله تبارك وتعالى على قوم فرعون بشكل غير معهود، فكان يغطي الأرض الخضراء ويحجب ضوء الشمس لكثرته، وكان لا يترك لهم زرعا ولا ثمارا ولا شجرا حتى قيل: إنه كان يأكل مسامير الأبواب من الحديد حتى تقع دورهم ومساكنهم.
5- القمل: وهو السوس الذي يفسد الحبوب، وقيل: هو القمل المعروف، وقيل: هو البعوض الذي أقض مضاجعهم ولم يُمكنهم معه الغمض والنوم والقرار.
6- الضفادع: وهي معروفة، وقد كثرت عندهم حتى نغصت عليهم عيشهم، حيث كانت تسقط في أطعمتهم وأوانيهم وتقفز على فرشهم وملابسهم وملأت بيوتهم واطعمتهم وءانيتهم.
7- الدم: حيث صارت مياه ءال فرعون دمًا، فكانوا لا يستقون من إناء ولا من بئر ولا نهر إلا انقلب إلى دم في الحال بقدرة الله تعالى، وكذلك كانوا لا يستقون من نهر النيل شيئًا إلا وجدوه دمًا.
8- العصا: وقد تقدم ذكرها انها كانت من معجزات نبي الله موسى عليه السلام، حيث انقلبت عندما القاها عليه السلام حية حقيقية تسعى بقدرة الله تعالى.
9- اليد: وقد تم ذكرها أنها من معجزرات موسى عليه السلام إذ كان عليه السلام يضع يده في جيبه ثم يخرجها بيضاء من غير سوء ومرض.
فسبحان الله العلي العظيم القادر على كل شىء.
قال الله تبارك تعالى : . كذب فرعون وقومه موسى عليه السلام ولم يؤمن إلا القليل، يقول الله تبارك وتعالى: . وتمادى فرعون مع أتباعه القبط في كفرهم وضلالهم وعنادهم وذلك متابعة لملكهم فرعون الذي أمرهم بعبادته وأراد فرعون قتل موسى فقال للملإ ما أخبر الله به في قوله تعالى: ولكن رجلا من ءال فرعون كان يكتم إيمانه خوفا على نفسه أجابهم : ثم تابع هذا المؤمن نصحه لهم: ولكن كل هذا النصح والإرشاد لم يؤثر في قلب فرعون بل صار يزداد ضلالا وفسادًا فأمر هامان أن يبني له صرحًا ضخمًا مبنيا من الأجر المشوي بالنار، فبنى له ذلك الصرح الذي قيل إنه لم ير بناء أعلى منه، قال الله تعالى: . فلما يئس موسى عليه السلام من إيمانهم وإيمان فرعون دعا عليهم وأمن على دعائه أخوه هارون عليهما السلام فقال في دعائه: واستجاب الله تعالى لهما فمسخ أموالهم فصارت حجارة على ما قيل، ولما طال الأمر على نبي الله موسى عليه السلام أوحى الله تبارك وتعالى إليه يامره أن يخرج ببني إسرائيل من أرض مصر ليلا ويذهب بهم إلى أرض فلسطين، وأمره ان يحمل معه تابوت يوسف بن يعقوب عليهما السلام ويدفنه بالأرض المقدسة، فتجهز موسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين وكانوا يزيدون على ستمائة ألف غير الذرية، فخرج بهم في الليل سائرين في طريق البحر الأحمر على خليج السويس، وأخذوا يجدون في السير حذرًا من فرعون وظلمه وطغيانه، ولما استيقظ فرعون علم بخروج موسى عليه السلام ومن معه من بني إسرائيل من مصر، فجهز جيشًا كبيرًا عرمرمًا حتى قيل كان فيه مائة ألف فارس وكان عدد جنوده يزيد على مليون وستمائة ألف جندي، وتوجه فرعون بهذا الجيش الكبير طالبًا بني إسرائيل وموسى عليه السلام يتبع ءاثارهم يريد كيدهم والبطش والفتك بهم فأدركهم في اليوم التالي عند شروق الشمس، ولما تراءى الجمعان وعاين كل من الفريقين صاحبه ورءاه ولم يبق إلا المواجهة والمقاتلة، وهنا شعر بنو إسرائيل بالخطر الملهم فالبحر امامهم والعدو خلفهم وفرعون وجنوده يريدون الفتك بهم، فضجوا بالعويل والصياح وقالوا لموسى عليه السلام وهم خائفون: إنا لمدركون. ولكن موسى عليه الصلاة والسلام كان يعلم أن الله سبحانه وتعالى الذي أمره بالخروج ببني إسرائيل من مصر سينصره فأخذ يسكن روعهم، ولما تفاقم الأمر وضاق الحال واشتد الأمر واقترب فرعون وجنوده من بني إسرائيل وموسى عليه السلام، عند ذلك أوحى الله عزوجل إلى موسى الكليم أن يضرب بعصاه البحر، فأخرج موسى عصاه وضرب بها البحر فانفلق البحر بقدرة الله اثني عشر فرقًا وكان كل فرق كالجبل العظيم وصار فيه اثنا عشر طريقًا لكل سبط طريق يسيرون فيه، وأمر الله موسى عليه السلام أن يجوزه ببني إسرائيل فانحدروا فيه مسرعين مبادرين مستبشرين بنصر الله بعد أن أصبح البحر يابسًا ممهدًا بعد ان رأوا بأم اعينهم هذه الآية والمعجزة العظمى التي تحتار لها عقول الناظرين، فلما جاوزه موسى عليه السلام وجاوزه بنو إسرائيل وخرج ءاخرهم منه وانفصلوا عنه، وكان ذلك عند قدوم أول جيش فرعون إليه ووصولهم إليه، أراد موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه ليرجع كما كان عليه حتى لا يسلكه فرعون وجنوده، فأوحى الله تعالى غليه ان يتركه على حاله ساكنًا على هيئته لانه يريد إغراقهم فيه كما قال تعالى: أي ساكنًا على هيئته التي هو عليها. وامتثل موسى عليه السلام أمر الله وترك البحر على هيئته وحالته، فلما وصل فرعون إلى البحر - وانتهى إليه رأى هذه المعجزة والآية الباهرة وعاينها، وهاله المنظر العظيم حيث كان ماء البحر قائمًا مثل الجبال، وتحقق ما كان يتحققه قبل ذلك من أن هذه الآية العظيمة من فعل وخلق الله سبحانه وتعالى، ولكنه لم يذعن لقيمة البرهان العقلي على صدق موسى عليه السلام وأظهر أمام جنوده التجلد والشجاعة، وأخذ يشجع جنده لاقتحام البحر أمامه من أجل أن يفوز هو بالنجاة ولكن لا راد لقضاء الله، فقد جاء ملك من السماء قيل: هو جبريل عليه السلام فقاد فرس فرعون جهة البحر، فلما رءاه جنوده قد سلك البحر اقتحموا وراءه مسرعين فلما اصبحوا جميعًا في البحر، وقد هم أولهم بالخروج منه، عند ذلك امر الله تعالى موسى أن يضرب بعصاه البحر، فلما ضربه بعصاه ارتطم البحر عليهم كما كان وعادت أمواجه هائجة كما كانت، فهلكوا جميعهم بالغرق ولم ينج منهم أحد، والله عزيز ذو انتقام.
قال الله تعالى: . يخبر الله تعالى عن كيفية غرق فرعون فإنه لما ضرب موسى عليه السلام بعصاه البحر ارتطم بأمواجه الهائلة على فرعون وجنوده، وجعلت الأمواج الهائجة تخفض فرعون تارة وترفعة تارة أخرى، وبنو إسرائيل ينظرون إليه وإلى جنوده بين الأمواج العاتية وهم يغرقون، وكان هذا البأس الشديد والخطب الجسيم الذي نزل بفرعون وأتباعه أقر أعين بني إسرائيل، وأشفى لنفوسهم لما عانوا من ظلم وبطش فرعون وجنوده الذين اتبعوه على كفره وضلاله.
واما فرعون الطاغية فإنه كان بين الأمواج الهائمة المدمرة وأصبح على وشك الغرق وقد عاين ما احيط به من أسباب الهلاك أعلن وقال( ءامنت انه لا إله إلا الذي ءامنت به بنو إسرائيل وأنا من المسلمين))، ولم ينفعه إيمانه وإسلامه في تلك اللحظات التي أدرك وعاين فيها الغرق، وهذه هي حالة اليأس من الحياة التي لا يقبل الله تعالى التوبة فيها. يقول المولى عزوجل إخبارًا عن فرعون مصر الطاغية حين ادركه الغرق: فسبحان الله إن أخذه أليم شديد. كان نبي الله موسى عليه السلام قد أمره الله تعالى أن يحمل معه تابوت يوسف بن يعقوب عليهما السلام كما ذكرنا ليدفنه بالأرض المقدسة، فسأل موسى عليه السلام عنه فلم يعرفه إلا امرأة عجوز فقالت لموسى عليه السلام: أرأيت إن دللتك على قبره أتعطيني كل ما سألتك؟ فأبى عليها وقال: حتى أسأل ربي؟ فأمره الله تعالى عن طريق الوحي أن يعطيها فأتاها فأعطاها، فسألته الجنة قال:نعم.
فدنت من النيل وقالت لموسى عليه السلام: إنه في جوف الماء فادع الله تعالى أن يحسر عنه الماء، فدعا الله تعالى فحسر الماء عن القبر، فقالت له: احفره ففعل موسى عليه السلام واستخرجه صندوقًا من مرمر فاحتمله عليه السلام معه في خروجه من مصر.